الأنانية والكبر والغرور
==========
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=============
الأنانية والكبر والغرور ، آفات تحيل حياة المرء منا إلى جحيم مستعر ..
والذين يعيشون ولديهم هذه الصفات لا ينعمون أبدا بالعيش الهانئ
ولا يعرفون طعم السعادة التي يتذوقها من يعيش حياة البساطة والإيثار .
إن ( الأنا )
ذلك الصوت السخيف بداخل المرء منا والذي يجعلنا دائما في انتظار انبهار الآخرين بنا لهو شيء جد مؤسف .
ذلك الدافع الذي يجعلنا دائما حريصين على أن يعرف الناس أننا أفضل منهم ، وأجمل منهم
وأكثر إيمانا واحتراما وانجازا منهم لهو إشارة لخلل في تكويننا النفسي ، ومرض يحتاج إلى علاج
ولحظات صدق وتأمل بين المرء ونفسه .
ومن عدالة الأقدار أنها تضع المتكبر تحت ضغط نفسي متواصل ، فهو يخشى دائما أن يكتشف الآخرين
أنه أقل مما يدعي ، فيبذل المزيد من الجهد ليخفي عيوبا ، أو يبرز محاسنا ، تؤكد للجميع أنه كما يقول .
على العكس من ذلك فإن المتواضع يُخفي من كنوز محاسنه ، تحت رمال تواضعه .
حتى إذا اكتشفها الناس أدركوا عِظم وأهمية وقوة الشخص الذي يتعاملون معه ، والذي ما تفتأ الأيام تخبرهم عن عظيم خصاله ، وكريم طباعه .
إن النفس تهوى الإطراء والتمجيد ، لكن النفس التي يروضها صاحبها ويجبرها على أن تتسم بالتواضع
وتحاول دائما أن تُظهر الجانب الخير عند الناس هي التي تستشعر بصدق حلاوة العطاء وسكينة التواضع .
الغريب حقا أن الشخص الذي يئد كبره ويصفع غروره ويوقظ تواضعه هو شخص يتولى الحديث عن عظمته عمله
نعم أعماله العظيمة تتحدث نيابة عنه وتخبر الجميع بعظمته وجماله
وأحسن تفسير هذا الأمر وليم جيمس ـ أبو علم النفس الحديث ـ حين قال :
ان تتخلى عن اعجابك بنفسك متعة تضاهي اقرار الناس بهذا الاعجاب .
ولكن الى ان تجرب طعم هذه المتعة ذق بعضا من تعب التعود على التواضع والبساطة
استمع دائما الى الاخرين وكن شغوفا باشباع نزوتهم في الحديث عن انفسهم اما اعمالك
وانجازاتك وجميل صفاتك فاتركها تتحدث نيابة عنك .. فهي افصح منك لسانا ..
غرور
(ما يجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع غرورنا الشخصي )
ونسال الله العظيم ان يحفظ جميع المؤمنين من هذه الخصال ...
الانانية والكبر والغرور
والسلام عليكم
مع تحيات ابو اقبال