السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مامن شئ أثقل في الميزان من حسن الخلق "
حيث لم يكن هناك دين ولا رب يعبده الناس الا مجموعة من التماثيل التي صنعت من الحجارة او من الخشب فسجدوا لها
وعبدوها و هي التي لا تنفع ولا تضر هناك أكل القوي الضعيف و ظلم الغني الفقير و تجبر عليه
و أساء الى جاره و امتدت الايدي الى ممتلكات الغير لتسرقها .
و شربت الخمور علانية و نطق اللسان بالكذب و شهد بالزور .
و أذل اليتيم حين سرقت أمواله من أقاربه الذين بلا مال أو رعاية
و ارتفعت صيحات البنات الصغار تطلب من ينقذها من الاباء الضالمين الذين دفنوهم في التراب وهن أحياء .
لقد اشتاقت القلوب الى من يخلصها من هذا الواقع الأليم و الظلم الذي وقع عليها.
كان الأمين محمد قد انزوى في غار حراء بعيدا عن هذا الظلم الذي يراه بعينه وهناك اطل النور حين نزل جبريل بايات الله
" اقرأ "
فقرأ الامين محمد ايات الله فازداد النور في قلبه الطاهر الذي لم يعرف الخطأ يوما ما .
فمدحه ربه عز وجل قائلا له :
{وإنّك لعلَى خُلق عظيم}
وقال هو صلى الله عليه وسلم :
" إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ "
سئلت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت :
" كان خلقه القرآن "
أي أنه نفذ ما في القران من خلق طيب رفيع, فكان صادقا الحديث لا يكذب .
يؤدي الأمانة ولا يخون, يوفي بالعهود و الوعود, و لايغدر .
يعفو عمن ظلمه, و يسامح من شتمه و سبه, يحفظ السر, ولا يبوح به لأحد .
لا يظلم اليتيم بل يعطف عليه و يكرمه, لا يؤذي جاره بل يؤدي اليه حقه, لا ينطق بكلمات الفحش أو البذاءة
بل طيب اللسان لا ينطق الا بالكلام الطيب, و كان و كان الناس اذا آذوه يصبر عليهم, فكان كالشجر يرميه الناس بالحجر, فيرميهم بالتمر .