المسلم والتقة بالنفس
بسم الله الرحمن الرحيم
===========
المسلم يستمد الثقه من ثقته بربه وخالقه فهو لا يهتز
امام العواصف والاعاصير
والمسلم الواثق بنفسه يتصف بصفات كثيره منها
1يمارس فريضة التفكير والحث على زيادة النظر في الكون
فهذا هو مفتاح الإيمان والهدايه فتحسين الفكر كتحسين
العمل والواثق من نفسه
يمارس التفكير الصائب الواعي
2يعرف طريقه ويخطط لحياته
بتحديد اهدافه بكل دقه فلا يدع غيره يفكر له ولا يترك
نفسه للظروف
لأنه هو الذي يصنعها وليست هي التي تصنعه
3لا يسمح للقلق ان يدمر حياته
فالقلق يفقد الإنسان سكينة النفس وأمنها ورضاها ويجعله
يتحسر على ماضيه
ويسخط على حاضره ويخاف من مستقبله
ولا نقول بان القلق شر كله بل إحساس لا غنى عنه ولا
إستغناء إنه لازمة لا بد منها
إنه الحافز والموجه والمنبه لذا فالإسلام يرفض من المسلم نظرة اليأس
والتشاؤم
ولكي يبعد الإنسان عن نفسه منابع القلق والقنوت واليأس
عليه أن يعيش حدود يومه ولا يزاحم راسه بالقلاقل
والافكار المتشعبه والمستحيله في بعض الاحيان
فكل ما تحتاج إليه من اجل النجاح هو فكرة واحده معقوله
قابله للإستعمال
فإن اهم نقاط الضعف البشري هي إعتياد الإنسان العادي على
كلمة مستحيل
فهو لا يعرف كل القواعد التي لا تنجح ويعرف كل الامور
التي لا يمكن تنفيذها
ولقد اصاب النجاح كل الذين إمتلء وعيهم بالنجاح وكيفية
تحقيقه اما الفشل فيصيب
اولئك الذين يسمحون للفشل دون إكتراث أن يمتلك وعيهم
فاليأس والقلق عدوان للتفاؤل والثقه ولا يمكن لهما ان
يجتمعا ابداً
4إيجابي يبادر ولا يتردد
وصف الله تعالى أمة الإسلام بأنها خير امة اخرجت للناس
لانها أمة إيجابيه
لا ترضى بغير الحق منهجاً وطريقاً
ولقد ربى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على
الإيجابيه
وعدم السلبيه فامرالمسلم إذا رأى منكراً
بان يغيره قدر إستطاعته
(بيده او بقلبه او بلسانه)
لانه
مسئول وكل مسئول عن نفسه وعمن يعول
ومن الإيجابيه أن يبادرالمسلم ولا يتردد فإن من اشر الناس عند الله تعالى
دوالوجهين فالمتردد خائف ويفوت على نفسه فرص النجاح
أما الواثق فهو دائماً يبادر ولا يخاف
5طموح ذو همة عاليه
همة المؤمن في اعلى عليين
وهمته في العلم والعمل سواء
فاصحاب الهمم العاليه
لا يرضون بغير القمة بديلاً
ومن الامور التي ترفع همة المرء ان يجدد اهدافه في
الحياة ويجدد علاقاته
ولا يركن للخمول ويعشق العمل ويغتنم الفرص
6يسيطر على نفسه....فلا يغضب ولا يحقد
من أهم صفات الإنسان الواثق من نفسه انه لا يترك فرصة
للغضب ان يسيطر عليه
أو يتحكم فيه لأن تحكم الغضب على نفس المرء دليل على ضعف
نفسه ونقص إرادته
لذا فقد جعل الله تعالى من صفات المؤمنين المتقين انهم
يسيطرون على اعصابهم
فلا يسترسلون مع غضبهم ولا يسمحون له بأن يحطم حياتهم
ولقد كان رسولنا الكريم قدوة حسنة فلم يغضب لنفسه إنما
كان يغضب لله تعالى
إذا إنتهكت حرمة من محارمه
فالقوي هم من يقوى على كبح جماح نفسه
وكلما إرتفع الإنسان درجة في سلم السيطره على نفسه زادت
ثقته بها
"رحم الله إمرء عرف قدر نفسه"
7يواجه اخطائه بكل شجاعه
لقد علمنا القرآن الكريم الشجاعه في الإعتذار عن الخطأ
فصاحب النفس القويه الشجاعه والهمة العاليه
لا يرى الإعتذار عن خطأه منقصة له ولا إقلالاً من شأنه
ولا آخذا من مكانته
8يصبر على المصائب ويتحمل الشدائد
وصف الله تعالى المؤمنين الصالحين في كتابه الكريم
بانهم يصبرون في الباساء والضراء وانهم يواجهون المصائب
بالصبر الجميل
فماذا يجدي العاقل إذا سخط وتبرم على قدره وإنها لحماقة
كبرى تلك
التي يقترفها من لا يتجملون بالصبر والإيمان حين تحل بهم
الشدائد والنكبات
فان ذلك لن يخفف من نكبته بل ذلك يضعف من قدرته عل
مواجهتها
فيضاعفها من حيث لا يدري
9يتواضع في غير ذل ويلين في غير ضعف
حرم الله تعالى الكبر والإعجاب فالعزة والكبرياء من
صفاته تعالى وحده
وليس التواضع أن يذل الإنسان لغيره فالمؤمن عزيز النفس
في كل شيء
فالتواضع الحقيقي هو اللين في غير ذل ولا ضعف وعدم
التفاخر والتكبر على عباد الله
فالمتكبر الغرور إنسان ناقص الإرادة فاقد الثقة بنفسه
وبمن حوله
10واثق في مظهره وفي تصرفاته
الثقة يظهر اثرها على
صاحبها في سلوكه ومظهره في شكله
بل وفي جميع تصرفاته فتجده نظيف الثياب حسن الهيئة طيب
الرائحه
والواثق من نفسه تجده ايضاً تعلو البسمة وجهه فلا تراه
إلا مبتسماً متفائلاً
وتظهر ايضاً في مشيته فلا يلتفت ورائه فهذا يدل على
شخصيته المتكامله
ومن صفات الواثق انه ذكي لماح لبق في كل تصرفاته يحاول
ان يروي للآخرين ما يلذ لهم
ولا يفشي اسرارهم او يتحدث عنهم بما يثيرهم ولا يسخر من
احد
ويكتسب مهارة القول المناسب في الوقت المناسب
ولا يكن ثرثاراً بل يستمع اكثر مما يتكلم
اللهم جنبا الزلل في القول والعمل
والسلام عليكم
مع تحيات ابو اقبال